ليعلم الجميع : من هو الخائن فينا ؟ ومن هو الوطني منا ؟

سؤال لطالما بتنا نسمع جوابآ له من هذا الطائفي أو ذاك العنصري أو ممن لا يمثل لا هذا ذاك من العناوين التي أصبحت سائدة وما أكثرها اليوم في ظل الديقراطية المسلفنة
باليورانيوم المنضب وكل أنواع الدمار .

العراق ومنذ الأزل تكون من أعراق شتى ولا أقول من أديان أو مذاهب (نحترمها ونجلها )
أصبحت بأمكان من يعتقد بأحداها أن يغير وجهته ليلتحق بأخرى، مثالها مثل من يتحول
من حزب لأخر بأستثناء الدين الأسلامي الذي هو خالد في صدورنا طبعآ ،
وتبقى العروق راسخة وممتدة بجذورها إلى
عمق التأريخ ، وبالتالي فأننا نستمد منها
المورثات بأشكالها التي تنعكس على تصرفاتنا و اشكال بنيتنا وحتى وطنيتنا ، وهو
أمر أثبتته الدراسات العلمية الحديثة للجينات
البشرية .
نحن كعراقيين نسكن في بيت واحد سقفه هو العراق الذي يجمع كل قومياتنا المحترمة
التي تمتد بجذورها إلى أولى الحضارات التي
أقامها أجدادنا العراقيين من البابليين والسومريين والأكديين والأشوريين والميديين
ولنا الفخر بذلك .
واليوم والعراق يمر بمحنته العسيرة هذه فأننا
من باب الأنصاف لا يصح لأحدنابأن يدعي أن القومية ( أ ) هي خائنة أو أن القومية ( ب )
هي وطنية أو أن القومية ( ج ) هي الوطنية
وما عداها من قوميات أخرى هي ذيول للأحتلال ، لأنه وصف مغرض إن لم يكن غير
دقيق ،
والصحيح بأعتقادي أن الأحتلال كما هو معروف قد خلق مناخ جعل له من كل قومية
منا عملاء له بنسب متفاوتة من ناحية العدد
لكل ملة منا ، وهو أمر مؤسف وخسارة كبيرة
لا تقل عن قتله للعراقيين وتدميره للعراق ،
حتى طال بعض النفوس التي جذورها لا تلتقي أو تصل إلى نفس العمق الذي عليه
معظم العراقيين الأصلاء .
فبدونا وكأننا قد أنقسمنا وأصبح فينا من يطالب بحقه التأريخي بخيانته للعراق وخدمة
المحتل الغاشم ، وأخرون من نفس الملة وطنيون تخلوا عن حلمهم التأريخي إلى حين
أن يتعافى العراق بعد أن يخرج المحتل الذي
لا بد له أن يغادرنا يومآ شاء أم أبى .

ونفس الشيىء حصل في الملة الأخرى ، فبعضهم وطني يقاتل الأحتلال وأخرون عملوا
على توفير حاضنة لبعضآ من أبناء جلدتهم
من غير العراقيين ليجعلوا من أجسادهم
قنابل تقتل أهله و تحرق اليابس والأخضر ، وظهر منهم أيضآ من هو سائر في العملية الخيانية
( السياسية ) وشكل أحزاب ليس لها هدف
سوى ما يسمى إنجاح العملية الخيانية التي
أمر الأمريكان بأقامتها .

ومن نفس هذه الملة بشقها الأخر ظهر لنا
من هو مطية للأحتلال الذي يمسك بالأرض
وللأحتلال الأخر الذي أمتد بتوغله من خلالهم
حتى دخل إلى غرف نوم العائلة العراقية ليفرق ما بين الزوج الذي هو منتمي إلى العقيدة ( 1 ) وزوجته التي هي منتمية
إلى العقيدة ( 2 ) تحت حجج واهية وعناوين شتى لأحزاب تربت و ترعرعت في رحمه لربع قرن من الزمان .
وقد ظهر لنا منهم من هو عراقي شريف يتصدى للأحتلالين البغيضين ومن والاهم .

ونفس الأمر ينطبق على الملل الأخرى ، ففيهم من أصبح يستذكر أمبراطوريته المنقرضة و يلغي أنتماء من هو دونها للعراق
بأعتباره الوريث الشرعي لتلك الأمراطورية
التي نفخر بها جميعآ كعراقيين ، وتراه يصطف
مع المحتل على أمل الحصول على أمتيازات
تفوق حجمه ، وفيهم من لازال يعتز بأخوته
العراقيين و يتصدى للمحتل بما تيسر له من
أمكانيات .
ومن الملل الأخرى ظهرت لنا أيضآ أصوات نكره تفتخر بتشابك عروقها مع جارة لنا كانت
قد أحتلتنا لأربعمائة عام ، وأصبحوا يستنجدون ويستغيثون بها في كل صغيرة
وكبيرة حتى وصلت بهم الوقاحة لأن يرفعوا
أعلامآ تمثل أحزابهم على نفس شكل علم
تلك الدولة الجارة ،
ومنهم من تمسك بعراقيته وأنحاز لها لأنه
عراقي شريف ويعتز بروابط المحبة والأخاء
التي تجمعه مع باقي أخوته من العراقيين
وتصدى من موقعه للأحتلال الأمريكي .

ومن هذا كله أصبح واضحآ من هو الخائن فينا
ومن هو الوطني منا ، لأننا كعراقيين أنقسمت فئة ضالة عنا إلى جانب المحتل ،
وتمسك باقي الشعب بالوطن الذي هو خيارنا الأول والأخير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألبصراويے